اهل البيت :):)

الثلاثاء، سبتمبر 04، 2012

ضربه قدر



- المكان : منزل قديم يكسوه الغبار الذي تكاد تقسم انه جزء من الاثاث 
- الزمان : زمن تسارعت فيه الاحداث دون أن تظهر له نهايه
- الشخصيات : ابطال تقاذفتهم امواج الحياه وعصفت بهم الاقدار 

الاحداث 

كل شيء طبيعي في الارجاء ، الا هذا المنزل الذي يبدو وكانه في العدم حيث لم تبد بادره واحده توحي بان هذا المنزل يسكن فيه احد !

ربما تظن ايها القارئ ان هذا المنزل مهجور كلا فلو تعمقت قليلا لاكتشفت هذا الجالس في ركن مظلم من المنزل
 .
شخص يبدو وكانه لا يشعر بمن حوله ، شارد النظرات ، ثيابه تشف عن انه لم يتحرك من موضعه ربما لاسابيع
باختصار فان هذا الشخص قد تحول الي قطعه اخري من اثاث المنزل .
فقط ، دموع تنهمر من عينيه تدل انه علي قيد الحياه وبضعه كلمات تخرج من بين شفتيه : سامحوني ، ارجوكم    سامحوني !!!

قد تود ايها القارئ ان تعرف ماذا حدث لهذا الشخص

البدايه الحقيقيه كانت منذ ثلاث سنوات في احدي الشركات الخاصه 
"صباح الخير" :نطقها يوسف بمرح وهو يدلف الي حجره مكتبه التي تضم مكتبين اخريين
"متاخر كعادتك ايها الكسول " رد عليه خالد ثم استدار الي ملك  زميلتهم وصديقه عمرهم التي ابتسمت بمرح وقالت " وما الجديد؟ علي الرغم من ان منزله يبعد خمس دقائق فقط عن الشركه الا انه دائما ما ياتي متاخرا "
كان هؤلاء الثلاثه ليسوا زملاءعمل فقط بل اصدقاء دراسه منذ المرحله الجامعيه

مر الوقت سريعا ودقت الساعه لتعلن وصلوها الي السابعه ، معلنه بذلك انتهاء يوم العمل

وبكسل نهض خالد قائلا " لحسن الحظ ان غدا اجازه ، ولهذا فشوف ادعوكم الي العشاء علي حساب" يوسف " ثم غمز بعينه
ضحكت ملك معقبه " ولا تنسي الحلو ايضا "
ثم قال يوسف لاتنسوا اننا لم نتسلم رواتبنا منذ شهرين "
انفجر الجميع من الضحك ثم غادروا الشركه .

كان اقتراح ملك ان يكون العشاء في مطعم علي النيل ، وفي اثناء جلوسهم مال" يوسف " علي اذن خالد هامسا " هيا انتهز الفرصه يا صديقي " نظر اليه خالد بارتباك
فجأه اسقط يوسف كاس العصير علي ثيابه متعمدا ثم نهض ضاحكا " اعذروني ساذهب لازيل اثار هذا الكاس الضال " فضحكوا اثر جملته .
انصرف يوسف تاركا خالد مرتبكا يحاول ترتيب الكلام في ذهنه بينما اخذت ملك تتطلع الي النيل في هيام 
كان مشهد النيل ساحرا للغايه والاضواء المنعكسه عليه تزيده تالقا حتي بات أشبه بنجمه ساحره تأثر لب من يتطلع اليها

اخرج خالد من جيب قميصه علبه حمراء قطيفه ثم استدار الي ملك مندفعا " ملك اني احبك وطالما احببتك ، ولكني لم اجرؤ علي مصارحتك بالامر ، هذه هي الدبل فهل تقبلين بي زوجا ؟؟؟؟؟ قالها ثم ازاح المقعد وركع علي ركبته مادا يده بالعلبه

نظرت اليه ملك وقد احمر وجهها كله من الخجل ، ثم قالت بابتسامه خاصه " وانا ايضا احبك يا خالد "

اندفع اليهم يوسف في نفس الللحظه مقاطعا "مهلا " ثم التقط الدبل من خالد بعد نهوض هذا الاخير ، والبسهم الدبل وسط فرحه الثلاثه وابتسامات من في المطعم .

بعد قليل تقدم اليهم النادل حاملا في يده "كعكه " منقوشه عليها اسم "ملك" و"خالد "
وهنا قال يوسف : "هديتي لكم ايها الاصدقاء ، لاحظوا اني مفلس " ضحك الجميع بشده ومضي الليل سريعا وسط فرحه غامره من الثلاثه ، فرحه يوسف بخطوبه اصدقائه واشقاء عمره ، وفرحه ملك وخالد 


كان خالد يعيش في منزل قديم بعين شمس ، ومنذ ان وافقت ملك علي الزواج منه ظل يفكر في كيفيه استئجار منزل مناسب يليق بشريكه عمره وقلبه ، حيث أن العقار الذي يسكن فيه صدر قرار من الحي بازالته .
وبينما هو في حيره من امره دق جرس الباب ، فنهض ليري من القادم
"ازيك يا عريس ؟ " اندفع يوسف اثر عبارته المرحه الي شقه خالد الذي استقبله بحراره بالغه

كان خالد  ويوسف اكثر من اصدقاء واشقاء ولذلك فان خالد كان يعد يوسف اخ له من ام ثانيه
يوسف  متسائلا : ماذا بك ؟
خالد  بضيق " صدر قرار صباح اليوم بازاله هذا العقار وليس لدي من المال ما يكفي ليؤمن شقه عش الزوجيه
يوسف  بصوت حنون : لا تحمل هما يا صديقي ، عندي لك المنزل المناسب ودون ايجار.
نظر اليه خالد بدهشه
فاكمل يوسف عبارته : ما رايك في ان تسكن في منزلي ؟
بلغ خالد قمه دعشته هذه المره متسائلا : كيف هذا واين ستسكن انت ؟ !!!!
يوسف  بمرح : لا تقلق يا صديقي سوف انتقل الي منزل خالي وهو يقع اسفل منزلي بطابقين
خالد بتأثر : لست ادري ماذا اقول لك ، اني ممتن لك و.....
استوقفه يوسف غامزا بعينه : ألسنا أشقاء ؟؟

وفي الصباح التالي تقاتبل الثلاثه في المكتب ، وتم الاتفاق علي عقد القران وحفل الزفاف يوم الجمعه القادم
وبعد مشاورات ومباحثات ، اتفق الثلاثه علي ان يتقفاسموا اموالهم حتي يتم الزفاف في القاعه التي تم اختيارها .
تألقا "ملك " في الفستان الابيض وبدت وكانها نجمه هبطتن من السماء لتنير الارض  ونافست في تالقها القمر في 
ابهي صوره 

في حيت تالق خالد بالبداله السوداء ونافس نجوم السينما في اناقته ووسامته

كان الاثنان اشبه بعصفورين صغيرين يغردان في سماء الحب
اما " يوسف " فقد كان طائرا من الفرحه ولا تسعه الدنيت من فرط سعادته بهما
وجاء حفل الزفاف رائعا بكل ما للكلمه من معاني
ولكن ..........................!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ااااااااااااااه من هذه الكلمه التي تحمل في جعبتها الكثير ، يابي القدر ان يتم الفرحه

ذهب بهما يوسف الي شرم الشيخ ليقضيا شهر العسل ، وبعد ان اوصلهما ودعهما قائلا : مبارك لكما يا اصدقاء العمر
ثم غادرهما عائدا الي القاهره
 استقيظ يوسف من نومه وذهب ليغتسل ثم اشعل التلفاز كي يتابع اخبار الطرق كعادته

وبينما هو في دوره المياه سمع المذيعه تتحدث عن انفجارفي احدي الفنادق بشرم الشيخ اثر هجمه ارهابيه عليه
وانتفض في عنف لدي سماعه اسم الفندق ، فقد كان نفس الفندق الذي يقضي فيه "خالد وملك " شهر عسلهما !!

فارتدي ملابسه علي عجل ، ثم انطلق الي شرم الشيخ بسرعه البرق وسيارته تلتهم الطريق التهاما وعقله يلتهب من كثره التفكير حتي يكاد ينافس السياره في سرعه انطلاق افكاره
هل هما بخير ؟
هل كانوا داخل الفندق لدي وقوع الحالدث ؟
من المصابين ؟
حاللتهم خطيره ؟
احياء ان اموات ؟

ملايييين الافكار تداعت في راسه ، حتي وصل الي مكان الخادث فاتجه مباشره الي ظابط الشرطه المسئول عن التحقيق
وساله في لهفه : خالد وملك من ضمن المقيمين فب الفندق فهل هما بخير ؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر الظابط في اوراقه ثم قال : لقد اصيبا اصابات مباشره وتم نقلهما الي مستشفي (.).....................
لم ينتظر يوسف ان يتم عبارته ، اندفع كالمجنون الي المستشفي وظل يجري في طرقاتها حتي عثر علي الطبيب المسئول عن استقبال جرحي الحادث
فبادره قائلا : خالد وملك ؟؟
نظر اليه الطبيب قائلا : للاسف اصابتهم قاتنله ، اكثر من الدعاء لهم !

انهار يوسف لدي سماعه هذه الا خبار المفزعه عن اشقاء واصدقاء عمره ، وظل طول سنتين ملازما لهما ولا ينقطع عن زيارتهم ابدا .

 في احدي الايام فوجيء يوسف بالطبيب يقول له : للاسف لايوجد فائده من بقائهم تحت الاجهزه ، لابد من فصلها حتي لا يتعذبا اكثر من ذلك .
خدق يوسف في وجهه بذهول شديد وبدا وكانه لم يستوعب ما قاله !

شهور من التفكير العميق قضاها يوسف كي يتخذ قرارا واحدا
وزاخيرا قرر ان يوافق الطبيب علي نزع الاجهزه ، ولكنه اشترط عليه ان ينزعهما عن الاثنين في وقت واحد .

اقام لهما يوسف العزاء وتحمل نفقات المستشفي ومراسم الدفن بالكامل ون ثم استقال من العمل ودفن نفسه في منزله ، وانعزل عن الجميع واصبح اشبه بقايا انسان
فقط دموعه هي التي تدل علي انه علي قيد الحياه ، ولسانه لا ينطق باي شيء سوي : ربنا يرحمكم ، سامحوني .. سامحوني .