اهل البيت :):)

الجمعة، نوفمبر 11، 2011

انطباع



الخوف ينسج كل شيء في حياتها ، اليأس يسيطر علي انفاسها ، لم تعد تدري ماذا تفعل ؟، خسرت كثيرا وكثيرا بسببه ، ولكن الاكثر مراره وما يؤرقها دوما اونها تخشاه ، تخشي ان يكون علي خطأ فتنقلب موازين حياتها .
عاشت منغلقه وفي عزلة تامة بأمر منه ، انها تخشااااه نعم تخشاااااااااااه لم الانكار ؟؟ ولكن لماذا تخاف منه الي حد الرعب هكذا ؟؟ ظل السؤال ملازما لها في هذه الليله تحديدا الي ان ايقظتها شمس الصباح من افكارها .
                                                ***********
تتجه بخطوات متثاقلة الي الحمام ، تفتح صنبور المياه ، وتشاهد تدفق المياه منه لتعلن معها اشاره البدء لعقلها ، ليفتح خزائن ذكرياته اللتي انطلقت كمارد عملاق افلت من عقاله اخيرا .
تشعر بصداع عنيف يصرب جمجمتها وكان عقلها يعلن استسلامه وعجزه عن مقاومة مارد الذكريات العملاق .
تمتد يدها لتحمل قليلا من الماء وتغسل به وجهها لعله يزيل بعضا مما تشعر به .

تذهب بخطوات بطيئة الي غرفتها وعقلها غارق في بحر الذكريات ، لاتشعر بالرغبه في الذهاب اليوم الي العمل
تجلس علي طرف سريرها وهي تسترجع ذكرياتها باكملها
مثلها مثل اي فتاه عاديه، عاشت في منزل متوسط الحال ، كانت وحيدة ابويها ، وبالرغم من هذا فلم تشعر بانها تتوق الي من تحكي له اسرارها وبدأت رحلة عزلتها .

انه هو ، نعم هو ، هو الذي امرها بان تنعزل عن اسرتها بل وعن العالم اجمع ، ولا تأتمر الا بامره فقط
خافت ان تكسر اوامره فتدمر حياتها ، وليتها كانت تدري ان اوامره هي الشراره التي انطلقت لتكتسح وتدمر في حياتها تدميرا .
كم ظلت تقاومه لسنوات وسنوات ولكنها كانت ترفع رايه استسلامها له سريعا .
                                       ***********************
اثناء عملها كانت تبكي عندما يهاجمها مارد ذكريتها ، وتشعر بالدهشة عندما لا تجد احدا يهتم او يحفل من زملائها بالعمل ، بل وصل الامر الي حد انه لا احدا يلقي عليها تحيه الصباح حتي !!!!
وكانها شخص خفي ليس له وجود ، كل هذا بسببه هو الذي امرها بان تثق به والا تعرف احدا غيره ، ولغبائها صدقته ووثقت به ثقه عمياء ولم تحسب ثمن الثقه الذي ظلت تدفعه طول حياتها .

حتي جاء هذا اليوم الذي لا ينسي ، حينما اراد احد العملاء الذين يترددون علي شركتها ان يتعرف عليها ويرتبط بها
كان هذا يوم اعلان الحرب ، حيث شن عليها الاخر حربا شعواء جعلتها لا تستيغ ذلك العميل ولا تنظر اليه ابدا .

ولكن ماذا تفعل ذلك العميل ظل يلاحقها وهو يريد ان يتعرف عليها بل وان يتقدم لخطبتها حتي يثبت حسن نيته
ولكن الاخر قال كلمته الاخيره "لاااااااااااااااااااااااااااا" تلك الكلمه التي لم تسمع منه سوي غيرها في كل من قابلتهم سواء كانوا شباب او بنات .
                                                **********************
افاقت علي رنين هاتفها فنظرت لتجد رساله تفتحها لتقرأ بها الاتي :
اسمي: يوسف علي محمود
سني : 29 سنه
المهنة : لدي شركة دعاية واعلان
سبب الرسالة : تحدثت مع ابويك بعد ان زرتهما امس وانتي في العمل ، واتفقت معهما علي ان اتي اليوم ومعي والدي لخطبتك ، ساتي في تمام الساعه الثانية ظهرا .

يصرخ عقلها :"ماذاااااااااااااااااااااااااا؟؟؟؟؟ هل سيأتي حقا ؟ وماذا سيكون رد الاخر ؟ وكيف عرف العنوان ؟؟؟؟؟ بل ولماذا لم يخبرني والدي بذلك؟ : تنظر الي الساعه لتجدها تعلن الواحده ظهرا
لم يبق سوي ساعه فقط علي الموعد المنتظر ، هل تتمرد علي الاخر وتتركه أم تعلن استسلامها له ، وتترك ذلك العريس المتقدم لها ؟؟
صراع عنيف دار في راسها لمحاولة الوصول الي قرار .
تك تك تك . انه صوت جرس الباب تنظر الي الساعه لتجدها الثانية مساء ولم تصل الي قرار بعد !!!

تدلف والدتها اليها بابتسامة كبيرة وحانية : هيا ارتدي ملابسك فهناك ضيوف يودون رؤيتك .
تنصرف والدتها تاركه اياها في حيرة بالغه ، هل ترفضه قبل الجلوس معهم ؟ أم تتكلم معهم اولا ثم يأتي القرار في المرتبة الاخيرة ؟
                                               ********************
حزمت امرها وارتدت ملابسها وذهبت اليهم
كان وجهها طوال الحديث موجهها ببوصلة ثابته نحو الارض وكانها تخشي رؤيته ، او لا تريده من الاساس.

ظلت هكذا حتي سمعت والدها: "نأخذ رأي العروسة اولا "
اقتربت اللحظة الحاسمة ، هكذا قالت لنفسها رفعت راسها الي العريس وقالت :" اريد التعرف عليك اولا "
رد عليها يوسف : "كما تشائين ، انا رهن اشراتك "
ثم وقف فجأه : "بعد اذنك يا عمي جلسة التعارف تبدأ من الان ، اذا سمحت لنا بان نخرج قليلا ؟"
يوميء والدها براسه علامه الايجاب
ياخذ يدها برقه ويتجها معا نحو الباب .
                                             **********************
طوال الطريق لم يتفوه بحرف واحد وكذلك هي ، فقد كانت مشغوله بتحديد ذلك القرار المصيري "هو ام يوسف ؟؟؟؟؟"
لم تمض دقائق حتي كانا يجلسان داخل كافتريا صغيره علي النيل ، لحظات من الصمت ... ينظر اليها :" ماذا بك لم تتفوهي بكلمه منذ وصلنا ؟"
تنظر اليه :" لماذا فعلت ذلك؟"
" لقد اعجبت بكي عندما رايتك في الشركة اول مره ، ولكنكي لم تستسيغي وجودي ، ودائما كنتي تتحاشين النظر والحديث الي
فعلمت من سجلات شركتك العنوان ورقم هاتفك ، وذهبت الي والديك امس وحدثتهم برغبتي في الزواج منك واتفقت معهما علي اليوم ، اردت ان احدثك أمس ولكن هاتفك كان مغلقا ، لذا فقد بعثت لكي بالرساله صباحا ."
"والان ماذا تريدين ان تعرفي ؟"
                                             
لم تحر جوابا ، نظر اليها " هل اثير استيائك الي هذا الحد؟ لقد اردت ان اتعرف عليكي واتخذك زوجه لي بما يرضي الله ، فما الذي تخشينه ؟"

تنظر اليه وقد اتخذت قرارها اخيرا :" اني ........ اخشي الاخر !"
صدمه الرد وبشده ..." هل هناك اخر في حياتك؟"
تبتسم وربما لاول مره في حياتها " نعم ، ولكني فضلتك عليه ، لقد جعلني الاخر اعيش منعزله عن العالم كله وان اكتفي بحياتي وبما اعرفه ، وحان الوقت كي اتمرد عليه .
لقد جعلني ارفضك لانه اعتقد انك شخص لعوب ولا تصلح للزواج ، وهكذا فعل مع اناس اخرون بشكل مختلف ، فانا ليس لي اصدقاء بامر منه ، انه هو
" الانطبااااااع " ، لقد لقد اخذتني انطباعاتي الاولية عن الاشخاص ، ولم اهتم بمدي صحتها من عدمه ، وعشت في عزله بعد ان اقتنعت ان انطباعاتي دائما صحيحة ولا يمكن ان تخطيء.
وعندما رايتك اليوم في المنزل خضا صراعا عنيفا مع انطباعي عنك ، ولكني قررت الا استسلم للانطباعات بعد الان وان اخوض التجربه بنفسي واحكم علي الاشخاص من حكم التعامل وليس بحكم الشكل "

يبتسم قائلا" اذا لم تخوضي التجربه بنفسك فستخسرين مالا يعوض ، اما اذا خضتي التجربه فاما ان تثبت انك علي صواب او علي خطأ ، وفي الحالتين مكسب ........ ، والان هل توافقين علي الزواج ؟؟"
يشرق وجهها بابتسامه رائعه قبل ان يسرع قلبها باجابته " نعم اوافق علي ان تكون زوجا لي ، رغما عنه .... رغما عن
 "الانطباع . ".

***************************************

هناك 12 تعليقًا:

  1. اسلوبها لطيب وفعلا الانطباع الاول يمكن ان يكون ظالم للكثيرين وانا واحده منهم
    عندى ملحوظه الخط فاتح قوى وقريب جدا من الخلفيه يحتاج لمجهود جبار للقراءة معلش العتب على نظرنا بقى

    ردحذف
  2. تصدقي انا افتكرتها بتحب واحد تاني...

    نصيحة غالبة...يا تكتبي باسود يا تغيري لون الباكجروند...
    contrast between background and font color =0 so , it cold be so annoying to many people including ME

    بس بجد حضرتك موهوبة جدا....

    تحياتي

    ردحذف
  3. ثانكس nona elsha3nona علي ارد اللطيف بتاعك ، وانا فعلا غيرت الخلفيه وغيرت اللون واتمني يكون اللون كده افضل

    ردحذف
  4. ثانكس ريم اوي علي رايك واتمني فعلا ان القصه والاسلوب يكونوا عجبوكي ، وان فعلا غيرت الخلفيه واللون لانهم كانوا عاملين مشكله لحضرتكم ولناس كتير بس مكنش عندي الفرصه اني اغيرهم غير دلوقتي <3

    ردحذف
  5. جيمى :)
    والله بجد ما مجامله تخيلتها عجبتنى رائعه موووت

    ومتسلسله وشيقه اول مرة ارغب في قرأة شئ لكامل ويكون طويل هكذا

    تحياتى لكى :)

    ردحذف
  6. جميله

    والانطباع الاول ده ..غالبا بيبقى تحليل خطأ

    مش دايما بيكون صح

    منتظر جديدك

    ردحذف
  7. واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو

    بجد فى الجووووووووووووووووون عجبتنى بجد يا بالمر

    مبدع انت يا جيمى ^_^ :p

    ردحذف
  8. rona: بجدانا مبسوطه انها عجبتك ويارب تكون بدايه انك تقري حاجات طويله بقي

    ردحذف
  9. باسنت : ثااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااانكس اوي علي ردك وكويس انها عجبتك مطلغتش وحشه في اول مره اكتب قصه

    ردحذف
  10. خالد: ثانكس وفعلا في كتير من الاوقات بيكون غلط وبنظلم الشخص اللي ادامنا

    ردحذف
  11. تحفة بجد .. شدتنى جدا وكنت عايزة اعرف اية اللى هيحصل ف الاخر .. ههههههههههه
    بجد روعة ربنا يحميكى يارب

    ردحذف
  12. حبييييييييييييي ، ربنا يخليكي يا حبي ، والحمدلله انها عجبتك

    ردحذف